/ ملاك
نص مسرحي : اسمع ياعبد السميع . للكاتب المغربي : عبد الكريم برشيد .
حوار بين عبد السميع وزوجته الخامسة . وفي هذا الحوار ترتفع حدة الصراع بين عبد السميع المسكون بالوهم والأنانية ، وبين زوجته التي تجتذبها ظروف الحياة ومشكلاتها اليومية .
الخامسة : عبد السميع .ماذا جرى؟ أجبني .هل أنت بخير؟ الخامسة : ماذا تقرأ فيهما ؟
حذرتك ولم تسمع. انت دائما هكذا... عنيد ومكابر عبد السميع : أقرأبلادة متأصلة ومتجدرة . بلادة مور وثة
الناس يهربون من المتاعب وانت تبحث عنها. عبد أبا عن جد ...
السميع.. هل تسمعني؟ أرجوك أجبني ولو بكلمة. تكلم
قل أي شيء ( وهي تمسك قنديلا بيدها) إن كنت قد مت الخامسة : لو كنت عالما حقا لانتبهت إلى نفسك وحالك..
فقلها ولا تخجل.. إنه لا حياء في الموت انظر حولك يا عبد السميع .إن هذه الدار توشك
عبد السميع: ( بصوت خافت ياتي من وراء الانقاض ) على السقوط . ولكن لا ترى شيئا.. إننا نعيش
إنني... من غير ماء ولا كهرباء ولا أي شيء
الخامسة: اما زلت حيا يا عبد السميع؟.. أجبني..؟ عبد السميع: سيأتي من يصلح الكهرباء. لقد بعثت في طلب
عبد السميع: تقريبا... أبا مسكين العجوز.. إنه عبقري يا الخامسة
الخامسة: آه... كنت أعرف هذا.. عبقرية فذة.. سيعود لنا الضوء. ونعود كما كنا من قبل
عبد السميع: تعرفين ماذا ؟ الخامسة : إنني قلقة جدا .. إنك تتحدث أكثر مما تشتغل..
الخامسة : أنه لا يمكن ان تموت بسهولة. لان أعمار الأشقياء كلماتك تملك أجنحة من نوروضياء ..
مثلك مرصودة ابدا للبقاء.. أين أنت يا عبد السميع؟ ولكنك لا تطير يا عبد السميع .
( تعود الإضاءة كما كانت لنرى ان الطاحونة قد أصبحت ركاما...) عبد السميع : الدنيا ليست شيئا سهلا يا الخامسة..
عبد السميع: إنني هنا.. ألا ترين؟ الخامسة : غريب انت تقول هذا ؟
الخامسة: هنا ..؟ أين..؟ عبد السميع: ولما لا..؟
عبد السميع: إنني تحت.. الخامسة : أنت الذي لا تكف لحظة عن اللعب ..
الخامسة: تحت ماذا ..؟ عبد السميع : ليس هذا لعبا قلت لك..
عبد السميع: لست أدري يا الخامسة.. المهم أنني لا أستطيع ان أتحرك. ارفعي الخامسة : لقد أغرقتني في هالات من الكلمات
عني هذه الألواح .ارفعيها وإلا اختنقت ومت..
وإذا حدث ومت لا قدر الله فستصبحن أرملة . هل سمعت ؟ عبد السميع : الكلام بالمجان يا الخامسة
الخامسة : أعطيتني في الخيال كل مفاتيح الكون.
الخامسة: لا أرجوك.. لا تمت يا عبد السميع ..إنني لا أقدر على الوحدة . عبد السميع: مفاتيح الكون؟ وانا الآن أبحث فقط عن مفتاح بيت أسكنه
عبد السميع: إذن ارفعي عني هذه الألواح.. وبسرعة ( ترمي بالأخشاب جانبا.. الخامسة : كل الأشياء تغيرت من حولنا يا عبد السميع اع
الخامسة : أنت لا تريد ان تكف عن هذا اللعب الصبياني ..
عبد السميع : ماذا تخرفين ؟ برشيد عبد الكريم . اسمع يا عبد السميع
الخامسة : لا تريد أن ترشد أبدا يا عبد السميع ..
عبد السميع: هل تعلمين يا زوجنا المصون.. بأن مستقبل العالم في يدي هاتين ؟ الفصل الثاني من المسرحية . ط 1 س 1987
الخامسة : وهل تعلم أيضا يا زوجنا الوقوربأن طبخ المطبخ في يدي هاتين ؟ دار الثقافة .الدارالبيضاء
عبد السميع : أعوذ بالله .. من العلم إلى " الكوزينة " هكذا دفعة واحدة.. ما كل هذا
الجهل يابنت سي المامون ؟ هل نسيت بانني- أنا عبد السميع بن عبد
البصير الجالس أعلاه والموقع أسفله – سأغير وجه الدنيا .؟
الخامسة: أنت ؟
عبد السميع : نعم .. وإذا ما كان في نفسك شك فسترين بعينيك.. غدا سيأتيك الخبر
اليقين يالخامسة بنت سي المأمون... ستكونين فخورة بي بين جاراتك
رابحة ورقية وشمس الضحى .
الخامسة لست أدري ماذا تريد أن تصنع بهذه العجلات ؟
عبد السميع : سأصنع بها طواحين هوائية...
الخامسة : صنعوها قبلك يا عبدالسميع ..
عبد السميع: وما ذنبي أنا ؟ أكلما أردت اختراع شيء تقولين اخترعوه قبلك ؟
ألم يترك الأولون شيئا يمكن اختراعه ؟
إنني عنصر منتج لهذا المجتمع.. إنني مخترع .تجاوزت همومي الصغيرة..
فقفزت عليها ورحت أبحث في هموم الناس . إنني مثال حي لنكران الذات
والتفاني في خدمة المجتمع . إني أقرأ في عينيك أشياء غريبة أيتها المرأة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق