اخر التدوينات

الأحد، 21 سبتمبر 2014

السياق التاريخي لحركة البعث والإحياء


2باك أدب وع إنسانية     


 إضاءات تاريخية  لفهم السياق التاريخي لعصر الانحطاط .


 ذ/ ملاك


   قسم كثير من الباحثين تاريخ حضارتنا إلى عدة عصور، من حيث التحقيب الأدبي ، و هي: العصر الجاهلي، والعصر الإسلامي، والعصر الأموي، ثم العصر العباسي، ثم عصر الانحطاط، ، ثم عصر النهضة، واعتبروا العصر العثماني من عصور الانحطاط، كما اعتبروا أن عصر النهضة يبدأ باحتلال نابليون لمصر عام 1798، كما ربط بعض المؤرخين حركة النهضة او اليقظة بتلك إصلاحات التي قام بها محمد علي باشا الذي حكم مصر بين عامي 1805  و 1848 وأولاده من بعده


      أما الدولة العثمانية  فهي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يزيد عن  600 سنة، وبالتحديد منذ حوالي 27 يوليو سنة 1299م حتى 29 أكتوبر سنة 1923م


    وقد بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة  في أوروبا وآسيا وأفريقيا، حيث خضعت لها كامل آسيا الصغرى وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا ، وشمالي أفريقيا.  ووصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية، وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول والإمارات المجاورة في أوروبا .


      فيما يتعلّق بعصر النهضة ، فقد اعتبر بعض الدارسين أن النهضة بدأت في مصر في عهد محمد علي باشا (1805–1848)، ودلّلوا على تلك النهضة بالتحديثات التي قام بها في المجالات العسكرية والتعليمية والاقتصادية، ولعب محمد علي باشا دورا  بارزا في المنطقة سواء مع الخلافة العثمانية أم ضدها . إلا أن بعض الباحثيت يعتبرون دولة محمد علي، وابنه اسماعيل باشا من بعده مجرد تظام عسكري وريث للإقطاعية . وبالتالي فإنهم يرون ان  النهضة غابت عن تجربة محمد علي باشا بسبب غياب الرؤية الفكرية عنده، مع أنه نقل كثيرا من التكنولوجيا الغربية، وقام بكثير من الإصلاحات الإدارية والزراعية والصناعية والاقتصادية  "


 ومن خلال المعطيات التاريخية ، يمكن ربط عصر الانحطاط  بالهيمنة العثمانية . التي وسمت ب:


 


    ·          سيادة نظام إقطاعي انتشرت  فيه كل أشكال القهر والعبودية


    ·        وجود حصار ثقافي ، بحيث حوصرت اللغة العربية ، وبالتالي توقفت الحركة الادبية إلا من بعض القصائد المدحية المقيتة .


    ·        سيادة الإفقار الاقتصادي


    ·        الاهتمام بإنشاء الجيوش على حساب القطاعات الاجتماعية والفكرية


 


ومن الطبيعي ان يتولد عن هذه الوضعية انحطاط  فكري ، وترد اجتماعي .فإذا حاولنا استقراء الحالة الأدبية  ، فإننا نلاحظ ما يلي :


 


 موت المعاني الشعرية


نضوب العاطفة


 ضعف اللغة


انحراف السليقة


 فساد الطبع


سوء فهم رسالة الشعر


 كثرة أصباغ الصناعة البديعية


 


ولا يخفى ان الدولة العثمانية في أواخر الحرب الكونية بدأت تعرف تفككا واضحا ، وفقدت هيبته وسلطتها الجغرافية على كثير من بلدان أوروبا والعالم العربي . إذ بدات حركة التغلغل الاستعماري تزحف على الدول العربية . ولعل هذا الوضع سيزيد من محنة الوضع النفسي والثقافي للأمة . فإذا استقرأنا المرحلة الاستعمارية نجدها قد اتسمت ب :


 


ü      القهر السياسي


ü      الاحتلال العسكري بكل مظاهره القمعية


ü      محاربة اللغة العربية ، وخاصة ما يرتبط  بها من وعي قومي  بفكرة المقاومة


ü      التفرقة العنصرية والطائفية


 


ومن خلال هذه التحولات التاريخية المتسارعة ، بدأت حركات تحررية تظهر في البلاد العربية بلباسات متعددة : السلفية ( محمد عبده / جمال الدين الأفغاني / عبد الرحمان الكواكبي / شكيب أرسلان / علال الفاسي / محمد المختار السوسي ) ، ثم حركة البعث والإحياء التي دعت إلى انبعاث الشعر العربي القديم باعتباره النموذج الأمثل لإحياء المجد العربي المفقود . من هذا المنطلق ظهر وعي بذلك الماضي الشعري الذي يجسد هيبة وقوة الامة العربية . ولذلك لوحظ رجوع إلى معلقات العصر الجاهلي ( عنترة / عمر ابن كلثوم / امرؤ القيس ....) ، وقصائد الفترة العباسية ( البحثري / المتنبي / أبو فراس الحمداني ...) فالقصيدة القديمة أصبحت رمزا للهوية ، والسلطة الثقافية ، والروح القومية .


 هكذا دعا  رواد خطاب "إحياء النموذج" (  البارودي 1838/1904  . شوقي 1868/1932.  حافظ ابراهيم 1872/1932 . علال الفاسي 1910/1974 . محمد الحلوي 1922/2004 . الجواهري 1903/1997 معروف الروصافي 1877/1945 إلى مجاراة الأقدمين في اللغة والبناء الشعري ومختلف الأغراض الشعرية الماضوية ( فخر / مدح هجاء / غزل / أطلال / الحكمة / الفروسية ...)


 لقد تحول هذا الخطاب الشعري الإحيائي إلى عملية استنساخ للنماذج الشعرية القديمة . وعلى هذ الأساس سميت هذه الحركة الشعرية ب:  الإحياء / البعث / المحاكاة / المجاراة / المعارضة الادبية / الكلاسيكية / خطاب إحياء النموذج .  وقد هناك اهداف كثيرة لهذه العودة الماضوية ، منها :


 


    ·        تصحيح مفهم الشعر لدى الشاعر والمجتنع


    ·        إزالة تلك الأصباغ البديعية التصنعية


    ·        العودة إلى تلك الصور البيانية ، والتراكيب الجزلة


    ·        إحياء تلك المعاني  القديمة بأشكال تصويرية بلعب فيها المجاز والاستعارة دورا أساسيا .


 


غير ان هذا التقليد للماضي لا يعني ان شعراء الإحياء لم يطرقوا مواضيع  جديدة . فقد أضافوا موضوعات لم تكن عند القداما ( الشعر المسرحي عند شوقي / الشعر الوطني عند الفاسي والبارودي / الشعر الاجتماعي عند الحلوي و حافظ ابراهيم / الشعر السياسي عند الجواهري / الشعر القومي عند حافظ ابراهيم والحلوي ، إضافة إلى اجتهادات فنية في مجال المعارضات .



 

no image
  • العنوان : السياق التاريخي لحركة البعث والإحياء
  • الكاتب :
  • الوقت : 2:11 م
  • القسم:

شاهد ايضا

  • Blogger تعليقات
  • Facebook تعليقات

3 التعليقات:

  1. جزاك الله خيرا وأدخلك الله فسيح جناته والله الذي نفسي بيده إنك أروع أستاد درست عنده أطال
    الله عمرك وخيرك علينا

    ردحذف
  2. شكرا أستاذي العزيز

    ردحذف
  3. جزاك الله خيرا يا أستاد ورزقك الله الفردوس الأعلى بجوار نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم)

    ردحذف

Top